سبب عودتي للكتابة هي مرور أكثر من السنة بقليل في كندا. كتابة لتوثيق التجربة ومقارنة هذا واحدة من المواضيع الشائكة بس تستاهل التوثيق من وجهة نظري ولو كانت لنفسي
بسم الله نبدأ
مرت سنه وبضعة أشهر لوجودي في كندا. كانت تجربه ثرية بالنسبة للي من أكثر من ناحية.
بضع كلمات عن نفسي والفكرة من طرحها هنا عشان إذا في أحد يقرأ المدونة غير أمي يعرف من اي خلفية اكتبها. انا تخرجت من جامعة الملك سعود في تجربة مثيرة ثقافيا “من ناحية الاختلاط بناس خارج المحيط المعتاد للمدرسة وفي نفس الوقت الاضطرار للخروج من الدائرة المريحة للشخص” بالنسبة لي وجدت فيها انواع واجده من البشر. تعرفت على أصدقاء وعلى اخوه.
كان بداية دخول الطب رغبه لتقليد من كان أكبر مني ومع الوقت صارت شغف وجزء تحدي. زي اي مشوار كان فيه صعود ونزول من ناحية نفسية تغلبت عليها وكنت في لحظة مقتنع أنى راح أصير متخصص في علم الأشعة بس جربته عرفت انه علم عظيم بس ما يصلح لي.
في سنه خامس طب وقع نظري على أعظم تخصص من وجهة نظري. انه طب الأطفال. صار اللي ما توقعته الكلام قبل ٥ سنوات يوم ما كانت نتائج القبول صعبة بس طب الأطفال كان عندهم نظام جديد. وطبعا كعادة البيديا انهم دائما قبل كل الناس في كل شيء. قرروا يسوون ماتش بس …. المهم قالوا لي اروح مركز تدريب ولما رحت لهم قالوا لي ما عندنا لك مكان. حسبت للحظة انه العالم توقف. الكرة الأرضية ما عادت تدور وانه مجرة درب التبانة صارت تمشي بالعكس. والكون بدال ما يتمدد صار ينكمش.
وبعد اليأس خرج فجر الفرج. وكلمني أحدهم غفر الله له بالبشرى. ورحت مستشفى الملك خالد الجامعي.
صارت في قصص خلف أبواب مغلقة اكتشفتها بعدين. راح انشرها في كتابي ” حيات في الإدارة” غيرت في العنوان عشان ما احد يتهمني بالسرقة الفكرية.
المهم جرت الأيام وفِي آخر اسبوع من التدريب في السنة الثالثة جاءتني فرصة مقابلات لبرنامج الزمالة في كندا ما كنت احلم فيها ولا أتصورها رحت لأنه لما تغطي الطوارئ تقدر تضغط دوامك وتأخذ ٧ الى ١٠ ايام بدون دوام ولا أحد درا عني. رحت المقابلات وكان الهدف استكشاف كندا مع بعض السوالف مع ناس غرباء ” كانوا غرباء وصاروا يعرفون كل شيء عني”. في هذا الرحلة حدثت احداث عجيبة كادت تغير مجرى التاريخ. بس التغيير صار من ناحية ثانيه. ما علينا من خرابيطي. المهم فجأة صار اللي غير متوقع وقبلوني في برنامج الزمالة في كندا.
قرار كان محير في وقت غريب. اذكر انه جاء الإيميل الساعة ١٢ الليل واليوم الثاني كنت مناوب وكان إجازة نهاية الأسبوع. كان عندي ٥ ايام عشان أرد. واقرر إذا كانت هذا الشيء مناسب لي خصوصا انه الفكرة أنى أعيد كل شيء. ارجع من البداية جونير. واهم من هذا انتقل لمدينه صغيرة ، بعيدة وباردة جداً.
صارت احداث غريبه في الثلاث الأيام اللي بعد ما جاني القبول. واحد طول عمره ما يرد السلام وفجأة يجي ويقول لا تضيع عمرك. ثاني يقول انه خطوه حلوه. وأشخاص يفتون من راسهم. المهم توكلنا على الله ووافقت على العرض. وبدأت مرحلة الترتيب للانتقال للمجهول. في البداية يكون الحماس وبعدين مع الوقت يبدأ الخوف.
وصلت وينيبغ ونزلت في الفندق. ثالث او رابع يوم لي في الفندق دق إنذار الحريق وقابلت واحد وصار من أعز الأصدقاء اليوم. بديت شهر تعريفي في رمضان. شهر من ابيخ وتقدر تختصر كل شيء في اسبوع او حتى يومين.
من الأشياء الحلوة في النهاية قلنا لهم هذا النقطة والسنه اللي بعدها اختصروها لهم لأسبوعين من شهر.
من الأشياء الحلوة ففي هذا الشهر على طوله إلا أني تعرفت على أشياء عن نفسي واجدة وفي نفس الوقت كانت فرصة الواحد يتعرف على المدينة والخدمات المقدمة من الجامعة للأطباء المقيميين. وهذا من الأشياء اللي ما قد شفتها في السعودية وكنت اتعرف على الأشياء بالصدفة مع الوقت.
مقارنة اليوم التعريفي في السعودية كان من غير تنظيم كان فيه أكل وكلمة اثرت فيني بقوة لما احد الاستشاريين وقف وقال “خذوا الكتاب بقوة”.
نهاية الجزء الأول